top of page

النخبة والتنمية

المشروع عملاق ولانريد ان يتبناة احد
رسالة من الأستاذ الدكتور عبدالعزيز نور
nouraziz2000@yahoo.com

دهشت وانا اقلب بين صفحات التواصل الإجتماعى عن موقع يقوم بالدعوة لتبنى مشروع عملاق لايقل عن مشروع السد العالى فى الستينات من القرن الماضى فى قيمتة وقامتة فالمشروع يهدف لإضافة 2.5 مليون فدان للرقعة الزراعية (8.5مليون فدان حايا)فى خمس سنوات ......والمشروع واضح ولا يحتاج من احد ان يتبناة ولكننا نتخبط بين الجهل والغرور و مسئولين لاهم لهم سوى الظهور الإعلامى وإطلاق التصريحات الكاذبة وكأن الثورة لم تقوم بعد ....
ياسادة هذا المشروع هو من عبقريات الأخ والصديق العزيز والعالم القدير الأستاذ الدكتور حمدى صادق ولة مزايا متعددة لاتوجد فى غيرة من المشروعات ومن اهمها مايلى :
1-ترشيد استخدام مياة الرى
2- توليد طاقة إضافية والحد من الإسراف فى طاقة رفع الماء
3-الحصول على زراعات نظيفة والحد من الأخطار البيئية
4- تنمية شاملة لمحافظات الصعيد الفقيرة
5-استصلاح واستزراع االأراضى بتكلفة زهيدة ( فقط وقدرة خمسة عشرة الف جنية للفدان الواحد ) وهى تكلفة لاتتعدى 25% من تكلفة المثل فى مشروع توشكى او غيرة
6- يحقق التنمية الإنتشارية الرخيصة بما يحد من البنية الأساسية اللآزمة لمثل هذة المشروعات
7-سرعة الإنجاز والدخول فى منظومة الإنتاج بما يساهم فى تحقيق الأمن الغذائى المتدهور للمصريين
وتقيق الإكتفاء الذاتى بإضافة اثنين ونصف مليون فدان تعادل 30% من الأراضى الزراعية
8- توفير الطاقة اللآزمة رفع المياة من النيل للأرض الزراعية
9-تنويع انتاج الحاصلات الزراعية
10- توفير فرص عمل مجانية للشباب والقضاء على البطالة
11- الحد من واردات الغذاء
12-تصدير المتجات الزراعية عالية الجودة
13- زيادة الدخل القومى للبلاد
14-القضاء على الفقر والجوع فى صعيد مصر
15- الإستفادة المثلى من مواردنا الماثية والطبيعية
16- مواجهة متطلبات الزيادة السكانية السنوية من الغذاء
ان فدان الأرض الذى سيتم زراعتة باقل تكلفة ممكنة قيمتة السوقية حالياتفوق المائة وخمسون الف جنيها
وانخفاض التكلفة هو عامل مشجع على ان يكون التمويل من القطاع الخاص وليس من الحكومة التى تعجز عن دفع اجور موظفيها وهذة دعوة للقطاع الخاص للبدء فى المرحلة الأولى بتوفير سبعة ونصف ملبار جنية لإستصلاح وزراعة نصف مليون فدان جديدة وقيمته السوقية هى خمسة وسبعون مليار جنية وبشرط توزيع 25% من المساحة مجانا للأسر الفقيرة ليتحقق التكافل الإجتماعى .
وللأسباب السابقة اجد ان المشروع فى غير حاجة لمن يتبناة وسيأتى يوم تزول فية الغشاوة من عيون مسئولينا التنفيذيين وعلى راسهم هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء فبالرغم من انة شخصية محترمة ودمس الخلق الآانة غير قادر على التفاعل بكفاءة مع المستجدات والتحديات التى تواجهها البلاد ولقد سبق وان عرضنا علية فى جلسة خاصة مشروع الدكتور حمدى صادق الغير مكلف فكان ردة علينا هو تخصيص 500مليون جنية لأستصلاح 15 الف فدان فى توشكى التى صرف عليها فى نهاية الثمانينات اكثر من سبعة مليارات جنية ....ويجئ ردة علينا مخيبا للآمال ان الخطة القومية تستهدف الإنتهاء من المشروعات التى بدئ فى استصلاحها اولا قبل الدخول فى مشروعات جديدة وبكل اسف فهو نفسة قد سمع بأذنية من موظفة الكبير نتيجة تطبيق رؤيتنا القومية فى موضوع التنقية البيولوجية لمياة النيل ولام امامنا فى مكالمتة التليفونية موظفة المرموق بقولة ولماذا لم تعمم التجربة ؟ وسؤالى لة ولماذا لم تعمم التجربة يادكتور هشام وماذا تنتظر ؟ هل هو مخطط لإفشال مصر ؟ بالطبع اريدكم الإجابة على السؤال من منطلق ان علماء مصر لديهم الحلول لكل مشاكل البلاد ولم سمع لهم احد لتقدمت مصر فى فترة وجيزة للغاية ولكن إداراتنا التنفيذية تائهة ومحبطة وبلا رؤية وبلا طموح ولكن الوقت يمر والفرص تضيع بميوعة لنفاجئ بثورة الجياع التى ستقضى على الأخضر واليابس إذا مالم ننتبة لأنفسنا ونقدر علماؤنا الأفذاذ لنستمع لهم ولنعمل معا لتغيير وجة مصر العشوائى الذى لاينم من قريب اوبعيد على حضارة آلآف السنين
لسنا فى حاجة لمن يتبنى مشروعاتنا فالجميع يعرف القدر والقيمة واذا كانت اليوم تقابل بالصلف والغرور فى يوم ما فإنة سيأتى اليوم بشباب يفكر فى بلدة ويكون امينا عليها ليذكرنا وينفذ رؤيتنا لتخليص معاناة مصر ممن ابتلى اللة بهم لقيادة البلاد الى الهاوية

يادكتور حمدى لست وحدك الذى يعانى الإهمال والتجاهل ولكنى اؤوكد لكم ان مشروعكم وفكرتكم العبقرية ستنفذ فى يوم ما من منطلق انها طوق النجاة لمصر وشعب مصر فثابر فى جهودك المخلصة التى ندعمها بلا تحفظ إقتناعا بجدواها وسيأتى يوم قريب لأبشرك مثلما بشرت بة فى الخبر الذى نشر فى جريدة الأهرام -ملحق الثورة الخضراء بجريدة الأهرام بتاريخ 7 اكتوبر 2012 ومفاده أن الدكتور/صلاح عبد المؤمن وزير الزراعة واستصلاح الاراضى اتفق مع الدكتور /محمد بهاء الدين وزير الموارد المائية والرى على إيقاف إزالة نحو 26 الف قفص للأستزراع السمكى فى نهر النيل بدمياط وكفر الشيخ حتى 30 يونيو 2013 وذلك لحين توفيق الأوضاع لأصحاب هذه الأقفاص السمكية وقيامهم باستزراع الأسماك الصديقة للبيئة وفى مقدمتها سمكة المبروك الفضية للسماح بترخيصها وبما يراعى البعد الاجتماعى لهم وكون هذه الأقفاص تمثل مصدر رزقهم....

الخبر السابق يادكتور حمدى هو نتيجة جهود علمية خالصة لوجة اللة كافحت سبع سنوات كاملة مع حكوماتنا الرشيدة منذعام 2005 الى ان جاء اليوم الذى تفتنع فية الدولة ومسئوليها بوجهة نظر نا العلمية وكان التأييد من اللة وليس من المسئولين التنفيذيين او مستشارى الرئيس لينتصر العلم على السياسة ....

يادكتور حمدى يكفيك فخرا اننى كنت من اوائل المعجبين بفكرتك التى وقف ورائها حزب النور بشدة فى يوم ما ليقدمها للجميع على طبق من ذهب ولكنهم لايريدون سوى الأكل من القصعة ولنا لقاء آخر ....افيقى يامصر من غفوتك .

​رداً على رسالة الأستاذ الدكتور عبد العزيز نور

​كتبه الأستاذ الدكتور حمدى سيف النصر صادق



الأستاذ الجليل والعالم الفاضل الدكتور عبد العزيز نور
أتقدم لسيادتكم بخالص الشكر والتحية على التقييم المسئول والقيم الذى تفضلتم بتقديمه عن المشروع. ويرجع ذلك لأنكم (بمنطق العالم المتمكن) وكذا الفريق التقنى بحزب النور (والذى أشهد بأنه فريق متمكن يشمل تخصصات عديدة) قد اطلعتم على كافة المعلومات المتعلقة به وفحصه من كافة جوانبه ولم تكتفى  بذلك بل ساهمتم بقدر كبير فى اسداء النصائح والاستعانة ببعض التخصصات ذات العلاقة بالمشروع وخاصة تلك االمتعلقة بالجوانب الهندسية من المشروع. ولن أنسى لكم أبدا ذلك الاهتمام اللماح بالفكرة المبتكرة للمشروع منذ اللحظة الأولى واحساس الفريق العلمى والفنى بحجم المشروع والآثار الهائلة التى تترتب على تنفيذه.

وأنا وان كنت أؤمن بأن العلم لا يسيس ولا أنتمى لأى حزب سياسى الا أننى كما تعلمون أسعى الى توحيد صفوف الأحزاب خلف مشروع قومى تلتف حوله الأمه ويستطيع تغيير الواقع المؤلم الذى تركنا فيه النظام الاجرامى السابق الذى تسبب فى تجريف كل شيئ فى البلاد وفى ظل هذا الوضع الذى تركنا فيه النظام السابق فلا بد أن يعى الجميع (وخاصة المسئولين منهم) أن الحلول التقليدية قد استنفذت تماما ولم يعد يجدى سوى الاهتمام بالحلول المبتكرة واستكمال دراساتها ووضعها موضع التنفيذ فى أسرع وقت ممكن ودعنا نرى متى يهتم الرئيس والفريق الرئاسى بهذا المشروع والذى من الممكن أن يخل معظم مشاكل البلاد دفعة واحدة.

وبصفتكم أحد الأساتذه المتميزين ذوى العقليات المبتكرة فانكم تستطيعون التمييز بين الابتكارات المتميزة والحلول التقليدية بل وتعلمون حيدا كيف تتحول هذه الابتكارات الى مشروعات مفيدة للبلاد لدفع عجلة التنمية وبعث الأمل الذى لا زال مفقودا فى نفوس المصريين للنهوض من الكبوة التى تركها النظام القديم والتى هى فى الواقع سبب كل المشاكل الحالية من البطالة والفقر والانغماس فى ديون لم تشهدها البلاد فى تاريخها وتلقى عبئا هائلا على الموازنة السنوية والفساد الذى لم تشهد له البلاد مثيلا.

ولقد سعييتم وسعينا جميعا لكى نضع الحلول أمام المسئولين ولكننا لم نجد بعد آذان صاغية أو حتى فرصة لشرح هذه الحلول للمسئولين ولكن يبدو أن الأسلوب القديم (أهل الثقة خير من أهل الخبرة) لا زال هو السائد حتى الآن فى ظل جو سياسى مضطرب ولم يتبلور بعد وهذا أمر غير طبيعى بعد ثورة تاريخية شهد بها العالم.

هل تعلم أن هناك بعض الوطنيين المتحمسين للمشروع قد اتصلوا ببعض مستشارى الرئيس لاعطائنا الفرصة لعرض المشروع وكانت الاجابة أنهم يريدون مشروعات قد أنجزت لها دراسات جدواها وقابلة للتنفيذ الفورى.

أنا شخصيا من ضمن اللذين تقدموا بمشروع انجزت له دراسة الجدوى النهائية وهو مشروع الرمال السوداء التعدينى الذى يطرح الآن كمشروع دولة للاستثمار وهو مشروع كبير حاصل على شهادات دولية تضمن له التمويل من البنوك العالمية والمحلية ولكن من الذى مول وأشرف على دراسة الجدوى؟ هى الحكومة ونفس الشيئ هو المطلوب للمشروع الحالى لنهر النيل. أما أن يتقدم فرد بمشروع قومى هائل مثل هذا المشروع وأن يكمل دراسة جدواه النهائية فهذا اما خيال أو قلة خبرة لأن أقصى ما يستطيع فرد أن يتقدم به من مشروعات أنجزت لها دراسة الجدوى النهائية هى المشروعات ذات الحجم المحدود التى لا تؤثر فى الاقتصاد مثل المشروع الحالى. وحجم هذه المشروعات المحدودة يبدأ من مزرعة دواجن الى سوبر ماركت أو مزرعة تربية مواشى على أقصى تقدير. أما أن يستطيع فرد أن يجمع خبراء فى أكثر من 20 تخصص ويضع التصميمات والخطط التنفيذية والتكاليف التفصيلية لكل وادى النيل والمناطق المحيطة به لهو ضرب من الخيال اذ لا بد من قيام الدولة بامداد مقدم المشروع  بالفرق اللآزمة لاعداد دراسة الجدوى النهائية للمشروع خاصة وأنه يمس كافة نواحى الحياة المستقبلية للمشروع.

وكما تعلمون فان هناك جهات عربية ودولية مستعدة لدفع نفقات دراسة الجدوى النهائية للمشروع دون مقابل بشرط موافقة الحكومة المصرية. ولكن الحكومة المصرية ولا حتى المسئولين الأدنى ليس لديهم وقت للاطلاع على المشروع. واذا تقابلت معهم طلبوا منك تقديم عدة سطور (أقل من صفحة عن المشروع) لتحويله لأحد موظفيهم التقليديين ليس لفحصه وانما للرد عليه وتفنيده دون الاطلاع على أية تفاصيل.

هذا هو حال دول العالم الثالث المتخلفة (أربأ أن تكون مصر ما بعد الثورة منهم) وليس حال حتى دول العالم الثالث الناهضة وهو أسلوب النظام السابق. فضلا
عن الحال فى الدول المتقدمة التى تضع فى أول أولوياتها فحص المشروعات المبتكرة وغير التقليدية لأن الحفاظ على مركزها ضمن الدول المتقدمة يعتمد على مدى الابتكار والتطبيق. أقول هذا لسيادتكم وأنا كنت أعمل بأكبر مركز بحث علمى جيولوجى فى العالم وهو المساحة الجيولوجية الأمريكية ونفذت لهم العديد من المشروعات البحثية المبتكرة إذ أن تناولهم لهذه المشروعات مختلف تماما.

فعند التقدم بمشروع مبتكر فى هذا الحجم ينعقد له لجنه متخصصة من كافة التخصصات ذات العلاقة لمناقشة كافة الجوانب المتعلقة بالمشروع ويكون الهدف هو المساعدة فى تحويل الفكرة الى مشروع وبحث امكانية تمويل دراسة جدوى نهائية له لوضعه موضع التنفيذ واذا كان مشروع الرمال السوداء لم يتحول الى مشروع اقتصادى واعد الا بهذه الطريقة برغم أن حجمه بالمليارات ولكنه لن يكلف الدولة شيئا وتنبهت له مصر ما بعد الثورة وهو يوضع الآن موضع التنفيذ  واذا كان المشروع الحالى أكثر منه ضخامة ولن يكلف الدولة شيئا أيضا فلماذا مصر ما بعد الثورة (وفى ظل الآداء المتحرر والمتطلع لنهضة حقيقية) لم تتنبه بعد لمثل هذا المشروع الذى يحل معظم المشكلات التى خلفها النظام السابق وتعطيه فرصة لاجراء دراسة جدوى نهائية بعد أن تخطى مرحلة دراسة الجدوى المبدئية بنجاح منقطع النظير مع العلم أن مقدم المشروع له خبرة دولية فى تنفيذ المشروعات ليس فقط فى مصر وانما فى دول أخرى منها الولايات المتحدة (أكثر الدول تقدما) وفى السعودية التى أصبحت تعتبر الآن من الدول الناهضة وهى عضو فى مجموعة الدول العشرين التى تسبب النظام السابق فى تخلفنا بكثير عن هذه الدول ألا يكفى ذلك لاعطاء المشروع فرصة للغرض على المسئولين وعلى رئيس الدولة اذا لزم الأمر.

واذا كان رئيس الدولة (كان الله فى عونه) مشغولا للدرجة التى نعلمها جميعا فانه قد عين فريق رئاسى منهم عدد من المستشارين المفروض أنهم متفرغين لمهامهم ومنهم للأسف مستشارين فى التنمية أين هم وكيف الوصول اليهم وهل لا يطلعون على ما يعرص من مشروعات. هل يتبعون أسلوبعرض مشروع قومى بهذا الحجم يهتم به العرب والأجانب فى عدة سطور وليس لديهم وقت لفحص المشروع ولديهم بيروقراطية غلق التليفونات ووسائل الاتصال والتمييز بين الأكاديميين اللذين تعج بهم الساحة وبين محترقى المشروعات المبتكرة وتنفيذها. هل هو منصب شرفى له عنوان وظيفى لافت للنظر أم أنه منصب حقيقى يبحث عن كل جديد ومبتكر ويميز بين حجم المشروعات ودرجة الاهتمام بها واعطاء الفرصة لهذه المشروعات الخلاقة.

أتعشم ولا زال لى عظيم الأمل أن يكون الأمر مختلفا فى مصر ما بعد الثورة وأن يجد هذا المشروع فرصة للعرض وشرح كافة جوانبه.
اننى أتقدم بالشكر لحزب النور وللفريق العلمى والتقنى بهذا الحزب (وهو فريق محترف ) لاهتمامه بهذا المشروع منذ اللحظة الأولى للعلم به منذ ما يقرب من عام ونصف وأفرد له لقاءات مطولة حضرها رئيس الحزب شخصيا (وهو عالم جليل وباحث دولى) وحضرها نخبة من الباحثين والتقنيين المتميزين والعقليات الفذه والمبتكرة والتقنيين بالحزب وتبنوا المشروع عن اقتناع تام وبعد فحص المشروع من كافة جوانبه وكان لهم بعض الاضافات البناءة للمشروع تم تعديل بعض جوانبه لشمولها. كما أننى أشيد بالجو البناء الذى تم فيه كل ذلك (بعيدا عن أى اعتبارات سياسية) ووكان الدافع الرئيسى خلال هذه المناقشات (التى استغرقت عدة لقاءات بالقاهرة والاسكندرية) التحقق من كافة جوانب المشروع أملا فى النهوض بالبلاد من كبوتها التى خلفها النظام السابق فى أسرع وقت ممكن وايجاد مشروع قومى واعد للتكفل بتحقيق الجانب الأكبر من هذا الهدف.

كما أتوجه بالشكر للسيد الأستاذ ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل والداعية عمرو خالد وشباب الحرية والعدالة مجموعة طلاب جامعة القاهرة تحت شعار نريد وظيفة فى انتظارنا ومجموعد علماء أصدقاء الى الأبد بنقابة العلميين ومجموعة شباب المهندسين بنقابة المهندسين وكل المهتمين بالمشروع والمتحمسين له.

وأخيرا وللتدليل على مسار مثل هذه المشروعات التى أصببحت علامة مميزة فى التاريخ المصرى الحديث فان الثورة الأولى فى نظام الرى المصرى التى تحققت فى عهد محمد على والتى اسفرت عن طفرة هائلة فى توسيع الرقعة الزراعية اسفرت عن جعل مصر بلد زراعى متميز يصدر فائضا هائلا من الانتاج الزراعى كان هو المصدر الأساسى للاقتصاد القومى. هذه الثورة الزراعية كان يتبناها محمد على شخصيا وأوفد لها المبعوثين الى الخارج وأشرف عليهم وبرعوا فى اقامة القناطر والترع وقلب موازين الرى التقليدى اللذى كان سائدا منذ قدماء المصريين.
كما أن السد العالى كان فكرة ميتكرة لمهندس مصرى من أصل يونانى اسمه أدريان دانينوس (متخصص فى الهندسة الزراعية وليس الرى) كان قد ابتكرها فى الثلاثينيات وتقدم بها للملك فؤاد فى ذلك الوقت الذى حولها الى وزير الرى الذى حولها الى وكيل الوزارة الذى حولها لبعض مسئولى الرى التقليديين الذى انتهى الى أن  هذه فكرة مجنونه فمن يستطيع الوقوف أمام الفيضان الذى كانت آثارة المدمرة لا تفارق أذهان المصريين.

بعد قيام ثورة يوليو قام الشخص نفسه بالذهاب الى مجلس قيادة الثورة (وكان مفتوحا) الذى كان مجتمعا ليلا وطلب من سكرتير رئيس المجلس مقابلة رئيس المجلس لأن لديه مشروعا ينقذ مستقبل مصر ويعطى طفرة هائلة لنظام الرى المصرى ويمكن من خلاله التحكم فى مياه النيل وتوفير كميات هائلة من مياه الفيضان  وتوسيع الرقعة الزراعية من خلال ذلك.

وبعد تردد قام السكرتير بالدخول والهمس فى أذن رئيس المجلس الذى لم يتردد فورا بالطلب من السكرتير إبقاء مقدم المشروع لكى يقابله شخصيا بعد انتهاء المجلس. وقد كان وسهر معه ليسمع منه شخصيا المعلومات حول المشروع. ولقمة الاهتمام طلب منه اجراء مقابلات شخصية معه على انفراد وتم ذلك فى عدة لقاءات منفردة (بعد أن علم ما حدث مع التقليديين فى وزارة الرى). وبعد أن اقتنع رئيس المجلس سأله عن الخطوات التالية فعلم أنه لا بد من اجراء دراسات تفصيلية للجوانب الهندسية والجيولوجية التنفيذية للمشروع فاقترح عليه الذهاب على نفقة الدولة للولايات المتحدة والاستعانة بخبراء السدود (وكانت الولايات المتحدة قد انتهت من انجاز وتشييد سد هوفر بنجاح) وفعلا فقد كلف السفير المصرى فى العاصمة الأمريكية أن تتم هذه العملية تحت اشرافه وبتمويل كامل من الدولة الى أن انتهت دراسة الجدوى التفصيلية للمشروع وتقدم به الى البنك الدولى الذى وافق على تمويل المشروع وبلغ من اقتناع رئيس مجلس قيادة الثولرة بالمشروع أنه بعد أن أصبح المشروع لعبة سياسية بعد أن سحب البنك الدولى تمويله ليس بسبب أى خطأ فنى ولكن لأن مصر غير قادرة على تسديد قرض التمويل أن دخلت مصر حربا بسببه وأممت قناة السويس وباقى القصة معروف فى التاريخ المصرى وقد قام جمال عبد الناصر بذكر اسم مبتكر المشروع. الطريف أنه بعد أن قبل الروس تنفيذ المشروع غيروا موقع اقامة السد وبعض المواصفات التقنية لبنائه الا أن جمال عبد الناصر قد كرم مبتكر الفكرة أدريان دانينوس ومنحه وساما رفيعا ومكافأة قدرها 30 ألف جنيه فى وقت كان سعر الفدان أقل من مائة جنيه.

ولايزال المشروع ينسب اللى جمال عبد الناصر ولا يزال المصريون لا يعرفون مبتكر فكرة السد العالى ولكنه المبتكر كان راضيا جدا عن خروج ابتكاره الى الوجود.
أسوق هذه القصة عن الثورتين السابقتين فى نظام الرى المصرى واللتين كانا سببا فى تقدم زراعى غير مسبوق فى التاريخ المصرى واذا كان كل من محمد على وجمال عبد الناصر دكتاتوريين فمحمد على صاحب مذبحة المماليك وصاحب نظام السخرة حيث كان الفلاحين المصريين يحفرون الترع والرياخات دون أجر وفى نظام قسرى وحارب خارج البلاد وجمال عبد الناصر كان دكتاتورا أيضا وكمم الأفواه ودخل كثير من المصريين السجون الا أنه أحرز تقدما محليا وخارجيا وقضى على البطالة قد يكون لبناء مجد شخصى لزعيم تاريخى واذا كانت حياة كل منهما قد انتهت بهزيمة عسكرية الا أن البلاد لم تكن مدينة وكانت مكانة مصر تتبوأ مكانة أفضل ويرجع السبب فى ذلك الى أن القوى العظمى فى العالم ترضى أن يتضخم حجم مصر ولا نفوذها.
والسؤال الآن هو هل لا تستطيع مصر النهوض الا فى عهد الدكتاتورية والزعيم الدكتاتور الذى يبنى مجدا شخصيا. والاجابة بلا طبعا لأن التاريخ يثبت أن الدول لا تصل الى الرخاء الا فى عهد الديموقراطية وأوربا مثال على ذلك فقد بدأت الثورة الصناعية وأوربا تحت حكم الملوك ذوى الحق شبه الالهى ولكن الرخاء لم يتم فى أوربا الا بعد أن انتهجت الديمقراطية.
أرجو أن نختصر الطريق فى التحول الى الرخاء فى عهد الديمقراطية وألا نستهلك مئات السنين نتخبط فى التجربة الديمقراطية حتى تتبلور التجربة المصرية ولنا فى اختصار المدة أسوة حسنة بماليزيا وتركيا وجنوب افريقيا وغيلرها من البلاد التى نهضت من كبوتها فى وقت قصير للغاية فى ظل ديمقراطية تبلورت فى وقت قياسى ولم تتوه فيما أشار اليه الدكتور عبد العزيز.
وتعليقا على قصة السد العالى وأدريان دانينوس فاننى أنوه بأن المشروع الحالى لا يحتاج الى تخطيط فى الولايات المتحدة أو غيرها كما أن مقدم المشروع قد نفذ عملية نقل المياه عبر الجبال وانحدارها بالجاذبية ودون ضخ ودون ألى تقنيات أجنبية. كما أن تنفيذ المشروع  أسهل كثيرا مما حدث فى عهدى محمد على وجمال عبد الناصر وليس فيه سخرة أو حروب وسوف لا نستهلك أى موارد مياه جديدة وانما فقط سوف نوفر مياه نستخدمها فى اضافة مساحات زراعية جديدة وسوف لن نحمل الفلاح أى نفقات وانما نقدم له رى مجانى سنوى ونركب له شبكات رى بالمجان ونمده بمياه نظيفة خالية من التلوث (يمتد المشروع لكى يغطى مياه الشرب أيضا) وسوف نحافظ على الدلتا من التآكل ونزرع الأرز فى الشمال ونشغل كافة البطالة وتحصل الدولة على موارد هائلة من بيع مساحات الترع بعد ردمها وهذه الموارد تزيد كثيرا على العجز الحالى فى الموازنة وسوف نوفر كافة كميات الطاقة التى نستخدمها فى الرى سواء كانت كهربية أو بترولية بما يعادل حوالى ثلاثة آلاف ميجاوات (حوالى ثلاث محطات نووية) وسوف نستحدث مساحات عمرانية مماثلة لتلك الموجودة الآن فى الوادى الضيق ننشئ بها مدن وقرى حديثة وننهض بمستوى الفلاح الحضارى ونحوله الى فلاح عصرى ينعم بحياة راقية مالك لأرضه يبدع فيها هذا طبعا الى تحقيق الاكتفاء الغذائى وهو مربط الفرس ومفتاح استقلال القرار المصرى.
ألا يحتاج مشروع مثل هذا الى ساعة واحدة من وقت أحد مستشارى رئيس الجمهورية الأفاضل وخاصة أولئك اللذين أسندت اليهم مهمة التنمية.

آمل أن يتنبه أى منهم الى ذلك وأرجو الله مخلصا أن يوفقهم لاختصار مدة النهوض من الكبوة الهائلة التى خلفها لنا النظام السابق وختاما أشكر للدكتور عبد العزيز غيرته على المشروع واِشكر للشباب الذى أسس هذا الموقع وكلهم من شباب العلماء والمتخصصين المتطوعين لخدمة البلد ليساهموا عمليا فى شعار هل من مشروع قومى نلتف حوله بعيدا عن السياسة التى أصبحت تستهلك وقت النخبة بحيث لم يعد هناك أى وقت للاهتمام بالتنمية.

ولك الله يا مصر
وجزاكم الله جميعا كل خير
ولا حول ولا قوة الا بالله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أ.د. حمدى سيف النصر 

أ.د. عبدالعزيز نور

bottom of page